الأكلات الشعبية المصرية .. شهية ولذيذة بدرجة تفوق أطباق الاغنياء
تعتمد نظريات التغذية الحديثة على "البقوليات" بشكل رئيسي في تقديم مائدة طعام صحية ومريحة للمعدة، في مفارقة إنسانية لطيفة، فلقد ظل الاعتقاد السائد ان الفول والعدس (أسمر وأصفر) وأشقاءهما من البقول، مثل اللوبيا والفاصوليا هي غذاء الفقراء نظرا لقلة اسعار هذه المواد الغذائية، لكن منذ سنوات بدأ عشاق اللحوم "البيضاء والحمراء" يهربون إلى هذه الأطباق، بل انها اصبحت تصنف على أنها فواتح للشهية، يتلذذون بطعمها ويفتخرون بتناولها بين أصدقائهم. وهكذا هي الحياة التي لا تخلو من مشته لما في يد غيره.
وللحق فإن تلك الوجبات دائماً ما تكون شهية ولذيذة بدرجة تفوق أطباق الاغنياء في بعض الأوقات. ومن أشهر تلك الأطباق البصارة والكشك وشوربة العدس والمسقعة والفول والطعمية والمش، الذي هو عبارة عن جبنة خالية الدسم يتم نقعها في منقوع اللبن والملح والماء في إناء مخصص لذلك لفترة طويلة. وهي وجبة ريفية مشهورة.
هناك أيضاً الكشري المصري الشهير "بالدقة" والذي يتكون من المكرونة والعدس بحبه والأرز والبصل المحمر. وهو عندما يقدم كفاتح شهية يكون من دون المكرونة. والى جانب تلك الأصناف لا تخلو الموائد الفاخرة الآن من أطباق الفول والطعمية أيضاً.
والملاحظ أن أطباق البصارة والطعمية والفول تعتمد على الفول كمكون رئيسي لها. ولا عجب من ذلك فالمصريون شعب أدمن تناول الفول منذ آلاف السنين، ولهذا فقد تفنن في تقديم أطباق متنوعة منه.
وهو ما تؤكده رسومات الفراعنة الذين آمنوا بأهمية تلك الأطباق من الناحية الغذائية. خاصة مع ما يضاف اليها من ثوم وبصل. فقد كان الفراعنة يقدسون الثوم ويبتلعونه ويحرمون مضغه، تكريماً له، حتى أن النقوش المحفورة على معابدهم، تذكر أن فصوص الثوم كانت توزع على العمال أثناء عملهم، حتى تعطيهم قوة وتحفظهم من الأمراض فهو دواء ساحر للكثير من الأمراض.
أما البصل فقد عرفه الفراعنة وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود اليه الحياة. وذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الاغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين شاركوا في بناء الاهرامات، كما وصفوه كمغذ ومشه أيضاً.
أما العدس الذي يطلق عليه البسطاء" لحم الفقراء" فقد أثبتت إحدى الدراسات الأميركية احتوائه على عدد من العناصر الغذائية التي تجعله وجبة غذائية متكاملة في حد ذاته ومن بينها البروتين الموازي لبروتين اللحم، بل ربما يفوقه بالإضافة لاحتوائه على الكربوهيدرات والزلال ونسبة من الدهون. كما يحتوي العدس على الكالسيوم والفسفور والحديد الذي يحتاجه الجسم في تقوية العظام والأسنان والأعصاب، ولهذا فإن 50 غراما من العدس يعطي 333 سعرا حراريا.
أما المسقعة المصرية فهي وجبة كاملة لا تقل عما سبقها فهي تتكون من الباذنجان المليء بعنصر الحديد وبعض اللحم المفروم الذي يشكل عنصر البروتين، والطماطم أو الصلصة التي تضيف لها المزيد من القيمة عند تناولها مع الخبز.
هناك أيضاً الكشك الذي يتكون من الدقيق والبهريز (خلاصة الشوربة) وبعض اللبن مما يمنح مكوناته القدرة على منح الجسد عدداً لا بأس به من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسد. الآن اليك طرق تحضير أشهر تلك الأطباق التي تمتاز الى جانب كل ما سبق، بسهولة إعدادها وخفتها على المعدة. شوربة العدس